تقويم في اللغة العربية السنة الثانية الأدبية فروض الثانية الأدبية

القصة . أول قــــــــــرار

كنت ألعب مع الصبية خارج دارنا، فجاء رجل على فرس،في زي رسمي ، ووقف فوقنا، جرى الصبية، وبقيت أنظر إلى

الفرس وإلى الرجل فوقه. سألني عن اسمي فأخبرته. قال لي :"كم عمرك؟" فقلت له:"لا أدري". قال لي :"هل تحب أن تتعلم

في المدرسة؟" قلت له :"ما المدرسة؟" فقال لي:"بناء جميل من الحجر وسط حديقة كبيرة على شاطئ النيل. يدق الجرس

وتدخل الفصل مع التلاميذ.تتعلم القراءة والكتابة والحساب" قلت للرجل:"هل ألبس عمامة كهذه؟" وأشرت إلى شيء كالقبة

فوق رأسه. فضحك الرجل وقال لي:" حين تكبر، وتخرج من المدرسة، وتصير موظفا في الحكومة، تلبس قبعة كهذه". قلت

للرجل:" أذهبٌ إلى المدرسة". أردفني الرجل خلفه فوق الحصان، وحملني إلى مكان، كما وصفه،من الحجر، على ضفة النيل

تحيط به أشجار وأزهار. ودخلنا على رجل ذي لحية يلبس جبة، فقام وربت على رأسي، وقال لي:" لكن أين أبوك؟"فقلت له :


"إن أبي ميت ". فقال لي:" من ولي أمرك؟" قلت له:"أريد أن أدخل المدرسة".

نظر إلي الرجل بعطف، ثم قيدوا اسمي في سجل، وسألوني كم عمري فقلت لهم لا أدري. فجأة دق الجرس. فررتٌ منهم،

ودخلت إحدى الحجرات، فجاء الرجلان وساقاني إلى حجرة أخرى وأجلساني في مقعد بين صبية آخرين
.
عدت إلى أمي في الظهر فسألتني أين كنت، فحكيت لها القصة. نظرتْ إلي برهة نظرة غامضة، كأنها أرادت أن تضمني إلى

صدرها.فقد رأيت وجهها يصفو برهة، وعينيها تلمعان، وشفتيها تفتران كأنها تريد أن تبتسم، أو تقول شيئا. لكنها لم تقل شيئا.

وكانت تلك نقطة تحول في حياتي. كان ذلك أول قرار اتخذته بمحض إرادتي .
الطيب صالح : " موسم الهجرة إلى الشمال "


الطيب صالح : قصاص وروائي، ولد في قرية في شمال السودان سنة 1929، حاصل على الإجازة في العلوم، واستكمل دراسته العليا بلندن، وعمل بالإذاعة البريطانية وعاد إلى السودان ليدير إذاعتها. من آثاره:" موسم الهجرة إلى الشمال" و" عرس الزين" ومجموعته القصصية" دومة ود حامد "


السؤال : أكتب موضوعا إنشائيا وفق خطوات هذه المهارة ،مستثمرا حصيلة مكتسباتك في الدرس اللغوي والتعبير، مبرزا خصائص الكتابة القصصية عند الطيب صالح من خلال هذه القصة .