من الإشكالات التي تثير قلق التلميذ بالسنة الثانية بكالوريا أدب هو ما يتعلق بالحدود الفاصلة بين المقالة النقدية و المقالة العادية التي تتناول موضوعا أو قضية ما . وهنا نشير إلى أن الفرق بين النمطين هو الفرق بين : النقد التنظيري و النقد التطبيقي.
° النقد التنظيري : نقد يهدف صاحبه إلى مناقشة موضوع معين و تناوله من جوانبه المختلفة ، كأن يتناول بالمعالجة البطالة أو الانتخابات أو الفساد السياسي أو الهجرة او الديمقراطية أو العولمة أو العنف ضد المرأة أو القصة العربية أو الشعر الكلاسيكي أو الشعر الذاتي أو الشعر الحديث ... و بالتالي فهذه النصوص عبارة عن مقالات يتحدد نوعها بحسب الموضوع المعالج ، وهكذا نميز بين : المقالة الاجتماعية ، المقالة السياسية ، المقالة العلمية ، المقالة التاريخية ، المقالة الدينية و المقالة الأدبية . و الناقد في كل هذه الأنواع يبسط المعلومات النظرية و الأفكار و المواقف و لا يحلل و لا يدرس .
° النقد التطبيقي ( التحليلي ) يهدف الناقد فيه إلى دراسة ظاهرة و تحليلها اعتمادا على مقاربة منهجية معينة ، كأن يتناول أبياتا شعرية لشاعر ما و يحللها من زاوية معينة ، أو يتناول بالدراسة و التحليل نصا قصصيا لأديب ما ، أو يتناول شخصية شاعر ما و يدرسها . المهم هو أن الناقد هنا يسعى إلى التفسير و إيجاد إجابات باعتماد منهج معين ، مثلا :
- المنهج الاجتماعي إذا كان الناقد يهدف إلى رصد العوامل الاجتماعية ( وسط و مجتمع و بيئة و محيط) المساهمة في إنتاج نص ما.
أو نحدد الظروف الاجتماعية و التاريخية التي جعلت شاعرا ما إلى نظم قصيدة معينة ...
- المنهج البنيوي إذا اتخذ الناقد من النص موضوعا لدراسته غير مهتم بالعوامل الخارجية و لا بشخصية المبدع ، إذ يركز على المستوى الصوتي و المستوى المعجمي و المستوى الإيقاعي و المستوى الأسلوبي و المستوى التركيبي في النص...
ملاحظة : بالنسبة لمقرر السنة الثانية الأدبية ركز على : المقالة الأدبية و المقالة النقدية التطبيقية ( المنهج الاجتماعي و المنهج البنيوي )