عين أسردون : مجــــرد ســــــؤال.

لن أكون مبالغا إذا قلت إن كل زائر لمنتجع عين أسردون يقف منبهرا بجمالها مشدوها بسحرها مأخوذا برونقها ، و يبقى كذلك طيلة مقامه بها ، و يلازمه ذلك الإحساس حتى و إن غادرها، لكن ( سبب البلية لكن ) هذا الزائر سيجد نفسه في مأزق إذا أراد قضاء حاجته، و في مأزق أشد إذا لم يحضر معه طعامه ، و في أكبر المواقف حرجا إذا بحث عن ألعاب لصغاره ، بل سيكون هذا الزائر في ورطة كبيرة أمام مرافقته (زوجة ، حبيبة ، صديقة ، ضحية ... )إذا فكر في ارتياد مقهى لأنه مجبر على دخول المقهى ( من فضلكم ضعوا كلمة مقهى بين مزدوجتين و قوسين و معقوفتين) الوحيد في كل أرجاء منتجع عين أسردون على شساعته و امتداده . المقهى الوحيد منذ عهد سيدنا سليمان و الملك النمرود.
دعونا الآن من المقهى لأنها من الكماليات و خضرة فوق طعام ، و ليتطوع أحدكم و يفتيني في من أراد أن يركن سيارته في موقف للسيارات ، ماذا عليه أن يفعل. أرجوكم ( خذوني على قد عقلي ) ومن فضلكم سأجيب : عزيزي الزائر لعين أسردون ، إذا كنت تملك سيارة و أردت أن تركنها هناك عليك بأحد الخيارين :
- أن تبكر بالمجيء إلى المنتجع مع صياح الديك ، و انت وزهرك ، ثم تكمَّل نعاسك في السيارة و كأنك أمام القنصلية .
- أن تركن سيارتك في أولاد عياد أو سيدي جابر ... و استقل إحدى الحشرات الصفراء المسماة طاكسي صغير إلى
المنتجع ، لكنني لست مسؤولا عما يصيبك من دوار أو إغماء أو صمم أو ربما قد تفرغ ما اختزنته في معدتك بسبب
سرعة تلك الحشرات الصفراء و روائحها و أرائكها و موسيقاها و طريقة سياقة أصحابها .
أمام هذا المشهد المسرحي المفعم بالمطبات و الورطات و الألغام ، و لولا العشرة و الطعام لأظفت الكثير و الكثير منها ، أمام هذا يجدر بنا جميعا ( رواد السياحة الجبلية ، المحبون لمنتجع عين أسردون، و بالخصوص أبناء مدينة بني ملال) أن نتساءل مجرد ركام من الأسئلة،
أسئلة لازمتنا منذ أيام الطفولة البريئة :
- لماذا توجد بعين أسردون مقهى يتيمة لا أخ لها و لا أخت منذ عقود ؟ أليس هناك من يستطيع إنجاب " قهيوات صغيرة" ؟ أم أن
صاحب المقهى الوحيدة يمنع الحمل و الإنجاب و يجهض كل من تجرأ على الحمل ولم يتناول حبوب المنع ؟
- لماذا المنتجع لا يتضمن غير مرحاضين صغيرين قبيحين ضيقين ( إناث - ذكور) تتمدد أمامهما طوابير المتأزمين و المتورطين،
لذلك أصبحت كل أركان المنتجع مراحيض في الهواء الطلق، أينما وليت وجهك تمتع عينيك بأنصاف العراة منتصبين أو قاعدين ؟
- لماذا ثالثا لم تشيد مطاعم بالمكان لتلبية حاجات الجائعين ، واقتصر الأمر منذ سنوات أيضا على تلك الدكاكين الصغيرة المصطفة
على يمين المدخل المسماة ( صحّة ) "كيوسك" التي تذكرني ببيوت الولي الصالح سيدي احمد بن قاسم ، دكاكين توفر للزائرين
و الزائرات : صوصيص و كفتة و شيبس و المسكة و الدرة ، و طبعا دون أن ننسى الأثمنة التي تدفعك للصوم و جمع الحسنات ؟
- لماذا رابعا لم يتم إنشاء مواقف للسيارات ؟
- لماذا خامسا لم يتم توسيع المنتجع ، خاصة و أن محيطه يتوفر على إمكانات سياحية هائلة ؟
- لماذا سادسا لم يتم القضاء على النقط السوداء بالمنتجع : مزابل ، سوق الماكلة المنتشر في أسفل المنتجع ،....
- لماذا سابعا لم تتدخل وزارة السياحة و الحكومة لتجعل من عين أسردون منتجعا سياحيا بالمواصفات العالمية : الفنادق ، المطاعم،
المتاجر ، الألعاب ، المقاهي .....؟
- لماذا ثامنا و تاسعا و عاشرا و.............؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هل منكم من يملك الإجابــــــــــــــــــة ؟