يتجاوز عمر ثانوية عبد الله بن ياسين التأهيلية بإنزكان عمري بسنوات ، إذ يعود تاريخ افتتاحها إلى سنة 1965، ومنذ ذلك الحين وهي تحمل مشعل التربية و التكوين و التعليم ، وتخرج من أبوابها أجيالا كثيرة من الشبان و الشابات ، يتحملون اليوم المسؤولية في قطاعات و ميادين عمل مختلفة ، وقد ساهم في تكوينهم فريق متميز من الأساتذة والمؤطرين، منهم من ارتبط اسمه باسم هذه المعلمة التربوية الشامخة
إذ لم بعرف في تاريخه المهني إلا هذه المؤسسة.
إلى حد الآن كل شيء جميل و يبعث على الاعتزاز و الافتخار و ربما الانتشاء بالفرح ، وبدفع الكثير من التلاميذ و الأساتذة ،على حد سواء، إلى العض على أصابعهم ندما لأن الأساتذة لم يشتغلوا بهذه المؤسسة و التلاميذ لم يدرسوا بها. لكن اسمحوا لي أن أستغل لحظة
الانتشاء هذه و أمرر في سرية تامة سؤالا يؤرقني منذ فترة ليست باليسيرة:ماذا حققت هذه المؤسسة طيلة هذا التاريخ على المستوى المعنوي : الثقافي، الفني ، الرياضي، العلمي، بعيدا عن وظيفتها البديهية" التعليم و التعلم"بين مزدوجتين؟ ألم يكن بالإمكان تحقيق أحسن مما كان فيكون لوجودها معنى ذائع البيان ، و لمجهود الفاعلين بها قيمة تسير بها الركبان، و لتاريخها عبق المسك و الريحان؟
أصدقكم القول إن هذا السؤال حفَّز يداخلي خلية الأسئلة ، إذ بدأت الكثير من التساؤلات تتناسل و تتقافز وتضغط بكل قوتها لكي أفرج عنها و أطلق سراحها، و لفرط إلحاحها خرجت دون استئذان : ماذا تعني هذه المؤسسة لتلاميذ الأمس و اليوم ؟ و ماذا تمثل للعاملين بها؟
ماهي الصورة التي كرَّستها في ذهن سكان المنطقة ؟ كيف ينظر الآخر إليها؟ و ما هو حكمه عليها؟ لماذا يغيب مفهوم الحياة المدرسية
داخلها؟ و لماذا لا نسمع ما نسمعه في مؤسسات أخرى من أندية و مشاريع تربوية و نادي المواطنة و الاستماع ؟ و لماذا لا نصادف في قواميسها : الفن ، الإبداع ، المسابقات العلمية ، المنافسات الرياضية؟
وقد أتجرأ أكثر و أقول : أين مجالسها بمختلف أنواعها و تسمياتها؟ أين الشركاء الآخرين الذين يتسايقون لتدوين أسمائهم في المكاتب المسيِّرة و المحاضر ثم يختفون عن الأنظار؟
أسئلة كثيرة لا قِيَلَ لي بها و لا قدرة لي على مسايرتها ، لذلك وجدت نفسي مضطرا لتجاهلها أو اختزالها في سؤال يبدو أساسيا و جوهريا : كيف يمكن أن نجعل من المؤسسة نموذجا أو "ثانوية مرجعية" كما يحلو لمنظِّري الوزارة تسميتها ؟
سؤال سأتركه لزوار و أعضاء المنتدى ، خاصة الذين لهم علاقة بالمؤسسة المذكورة، يجيبون عنه حتى يكون لهم شرف المساهمة في
تطوير آليات العمل بالمؤسسة ، و تغيير الصورة النمطية التي أصبحت عليها ، من خلال الاقتراحات و التوجيهات ...