منتدى عين أسردون
بكل الحب و التقدير نرحب بزوارنا الأعزاء في منتداهم .
عين أسردون مساحة للتعبير ، للحوار ، للمعرفة ، للسفر في عالم الكلمة الساحرة
منتدى عين أسردون
بكل الحب و التقدير نرحب بزوارنا الأعزاء في منتداهم .
عين أسردون مساحة للتعبير ، للحوار ، للمعرفة ، للسفر في عالم الكلمة الساحرة
منتدى عين أسردون
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


أدب -فكر-إبداع-تربية
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 عين أسردون : قصيدة من شعر الأندلس

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 31
تاريخ التسجيل : 18/02/2011

عين أسردون : قصيدة من شعر الأندلس Empty
مُساهمةموضوع: عين أسردون : قصيدة من شعر الأندلس   عين أسردون : قصيدة من شعر الأندلس I_icon_minitimeالأحد أبريل 24, 2011 6:18 am

عين أسردون أو " عين البغل" في اللهجة الأمازيغية المتداولة بين سكان المناطق بجبال الأطلس القريبة من بني ملال ، نِعمة من أعظم
نعم الله تعالى على عباده في هذا الركن المبارك من مغربنا الحبيب. قد تصفها بالكلمات ، وتنظم فيها القصائد ، وتبدع فيها اللوحات الفنية
و المقطوعات الموسيقية ، لكنك حتما لن تستطيع بلوغ الحقيقة و تضاهي إبداع الخالق .
إنها باختصار جنة الله في أرضه.. إنها باختصار تحفة فنية أبدعها الخالق ، فلا ألوان الرسامين، و لا قوافي الشعراء، ولا كلمات المطربين ، ولا ترنيمات الملحنين، و لا كل ذلك مجتمع ، استطاع أن يأتي مثلها، فجَلَّ الله الخالق المبدع .
إنها أحد المزارات السياحية الرائعة في المغرب خصَّ بها الله تعالى بني ملال تكريما لها و تعويضا لسكانها عمَّا حُرِموا منه في مناحي كثيرة بفعل فاعل مجهول-معلوم ، وجزاء لهم على كرمهم و طيبتهم و شهامتهم وحبهم لكل قادم إليهم وحالٍّ بينهم .
يقصد عين أسردون سنويا آلاف السياح الأجانب و مثلهم من المغاربة من مدن مختلفة ، يحجون إليها رغبة في الاستمتاع و الترويح عن النفس و التخفيف من وطأة الزمن و أعباء الحياة التي لا تنتهي.. يقف الزائر مشدوها حائرا غير مصدق، شتَّان بين أن تسمع بها و أن تراها : الخضرة ، الماء ، الظل ، الشمس ، السفح ، الجبل ، الطبيعة البكر...
بمجرد ما أن تترجل عن مركوبك ، تداعب وجهك نُسَيْمات رطبة عليلة باردة ، تنعش دواخلك ، فتبعث - مجبرا - آهة خفيفة صامتة تصعد من أعماقك ..
تتقدَّم رويدًا ملتفتًا يمنة و يسرة مأخوذًا بالجمال الساحر الذي يغمرك ، تريد رؤية كل شيء دفعة واحدة و في ذات الحين تلبية لفضول يتملكك، تعانقك الأشجار الظليلة و في تواضع تبسط لك ظلها في كل الأرجاء مرحِّبة بمقدمك..
تتسلَّمُك الدوحة العظيمة الجاثية في بداية المسلك المؤدي إلى الشلال الرئيسي، تحملك عظمتها عبر سراديب ذاكرة الزمن لتتساءل عن عمرها ، تبتسم أغصانها في وجهك و تمسك بيدك و تضعك على خط بداية الرحلة السحرية ، تستقبلك الأزهار الملونة و الأعشاب المتناسقة القدِّ على جنبات المسلكين المتوازيين المؤديين إلى الشلال العلوي الذي يصنع من مياه العين رداءً شفافا يسترخي طائعا من أعلى الشلال و يتهادى في نزوله إلى الحوض الدائري ، فيهب للزائر انتعاشة رائعة بفعل الرذاذ المتطاير فرحا و غبطة ، و يجد الضيف في جنبات الحوض موقعا متميزا للاتقاط الصور التذكارية التي ستشهد على مروره من هذا المكان .
حتما ستأخذك الأدراج على اليمين أو على اليسار- كما تشاء- إلى المنبع ، إلى الأصل ، إلى الروح التي وهبت الحياة للمكان و المدينة
و التي شكلَّتْ سرًّا لم يفك طلاسمه جهابذة العلم ، فهي لم تنضب قط منذ أن وجدتْ، و قاومت سنوات الجفاف التي جثمت على أنفاس البلاد و العباد ، و بقيتْ تنشر رحمتها بإذن الواحد الصمد .
هناك ..سيستقبلك أطفال صغار بأكواب ارتشفت من مياه النبع الأول .. المنبع الأم .. ستشرب.. وستشرب و تريد أن تشرب من جديد..
وحتما ستشرب حينما يأزف رحيلك في نهاية الرحلة ليبقى آخر شيء يعبر فاك ماء العين.
بعدها تستقل قدماك باقي الأدرب و المسارات النظيفة المحاطة في منظر عجيب بالأزهار و الأشجار و النباتات المتنوعة الأشكال و الأنواع و الأحجام، ستأخذك إلى الشلال السفلي الموصول بالأعلى عبر شرايين مائية عذبة سلسبيلا ، شلال مغمور و جنباته بظلال الأشجار العالية المتشابكة الأيدي . ثم ستتبع مرغما تلك الشرايين المائية و تسلمك لمجالس أميرية غاية في الجمال بين الشجيرات و على جنبات السواقي، تجلس ، تقف ، تستلقي، وستكون أكثر رومانسية لو قبلت دعوة سيدة تقدم لك كوب شاي منعنع" بْرُزَّتِهِ" لن تنساه أبدا. ولكن أرجوك لا تنسَ أن تدفع ثمن كوب الشاي.
في لحظة من زمنك الجميل سترفع عينيك استجابة لنداء خفي، هناك في المرتفع سيستقبلك أبو الهول الملاَّلي، إنه الحارس الأمين لهذه العروس العذراء المستلقية عند أقدام الجبل، إنه الساهر على سلامتها و الحامي للمدينة من كل عدو متربص، إنه " قصر ملال" أو ببساطة " لقْصَرْ" معلمة تاريخية شامخة تحَدَّت الزمن ، فوَّاحة بعبق التاريخ و مسك الحضارة المغربية القديمة .
إنه موقع مثالي يمنح عينيك نظرة بانورامية شاملة للمدينة الممتدة هنالك و لمزار عين أسردون بتفاصيله المتناسقة، و الأجمل من هذا وذاك، إنه يضعك أمام مشهد رباني بديع .. الشفق و هو يلبس رداءه الأحمر لحظة الغروب، فيسدل الستار على مشهدٍ ، و يرفعه في ذات الحين على مشهد آخر أكثر جمالا و رونقًا. مشهد خيمة سوداء تغطي المنطقة على شساعتها، سواد تخترقه أضواء المدينة و أضواء المزار السياحي ، كأنها السماء و هي تحضن نجومها المتشابكة.
عين أسردون تتكلم بكل لغات العالم .. و أعظم لغة تكلمتها و ستتكلمها إلى الأبد .. لغة الجمال الطبيعي الرباني البديع .
أمام كل هذا يجب علينا أن نتساءل : ألا تستحق منا عين أسردون اعترافا بالجميل و ردًّا للمعروف بسلوك بسيط بمقدور كل واحد منا أن يمارسه إذا كان إنسانًا : النظافة و الاحترام و العناية؟
لكن هذا السلوك رغم بساطته الظاهرة ، فإنه يستحيل عملا عظيما لا قِبَلَ لنا به إذا لم يكن كل واحد فينا " إنســــــــــــــانًا". عفوًا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ahmadmatar68.forummaroc.net
 
عين أسردون : قصيدة من شعر الأندلس
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى عين أسردون :: بني ملال-
انتقل الى: